أوقفه صوتها البعيد ، المجروح ، المبحوح ، وهي تناديه ، أنت أيها الشاب ..
أنت أيها الشاب رجاءً تعال ، مدت يدها تلوح إليه ليراها ، فهي بعيدة عنه ..
عقد حاجبيه لتوضح عليه الرؤيا .. وقال : نعم إنها امرأة قد أنهكها التعب ...
اقترب منها ، سمع صوتها بكل وضوح ، رأى معالم وجهها الحزين ، و جروحها
العميقة التي رسمت أشكالا مخيفة على جسدها النحيل ...
سألها والدمع تحجر في مقلتيه على حالها من فعل بك هذا ؟؟
شجت بالبكاء و اختفى صوتها مع الأنين ...
ثم قالت : يا ولدي هذا فعل الأعداء .. لقد إنتهكوا حرمتي ، و إغتصبوني،
وهدروا دمائي .. ماذا سأقول عما فعلوا بي؟ فلن يكفيني الزمان لأن أتحدث ،
ضاعت كل العبرات ، واحترق الفؤاد خلف الضلوع ...
يا بني لن أطلب منك شيئا فصوتي يدوي أركان السماء ..
أطلب عونا من رب العباد ... و اختفى صوتها من جديد ببكاء طويل و أنين مميت ...
فقلت لها : هل لي من سؤال ؟ هزت برأسها مشيرة بالإيجاب ..
قلت : ما اسمك ؟؟؟
رفعت رأسها بكل كبرياء وقالت : اسمي غزة ...